عجائب الشعر والشعراء
كان الأصمعي يقول: أهجى بيت للعرب
قول الأعشى في علقمة:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم
وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
ويروي أن علقمة لما سمع هذا البيت، بكى وقال: اللهم
أجزه وأخزه إن كان كاذبا.
وسمع الفرزدق رجلا ينشد قصيدة لبيد التي أولها:
" عفت الديار محلها فمقامها "
فلما بلغ قوله فيها:
وجلا السيول عن الطلول كأنها ... زبر تجد متونها أقلامها
سجد الفرزدق، فقيل له: يا أبا فراس! ما هذه السجدة؟
فقال: إنكم تعرفون سجدة القرآن وأنا أعرف سجدة الشعر
وقيل لبشار بن برد: أخبرنا عن أجود بيت للعرب!
فقال: إن تفضيل بيت واحد على سائر شعر العرب
لشديد، ولكن أحسن لبيدكل الإحسان في قوله:
وأكذب النفس إذا حدثتها .. إن صدق النفس يزرى بالأمل
وقال الجاحظ: من العجائب أن الأعشى كان في
الجاهلية يعتقد مذهب المعتزلة، فيقول:
استأثر الله بالوفاء وبال ... حمد وولى الملامة الرجلا
ولبيد يذهب مذهب أهل السنة والجماعة، فيقول:
" وبإذن الله ريثي وعجل "
يقال أن النمر بن تولت وحميد بن ثور والنابغة الجعدي: إنهم
اجتمعوا في الجاهلية على معنى قول النبي صلى الله عليه
وسلم " كفى بالسلامة داء " فتناهبوه بحسن
ألفاظهم وكأنما رموا عن قوس واحد، فقال النمر بن تولب:
يود الفتى طول السلامة جاهدا
فكيف ترى طول السلامة يفعل
وقال حميد بن ثور:
أرى بصري قد رابني بعد صحة
وحسبك داء أن تصح وتسلما
وقال الجعدي:
ودعوت ربي بالسلامة جاهدا
ليصحني فإذا السلامة داء
وأخذ ابن الرومي هذا المعنى بعينه وكساه معرضاً
من عنده، ولم يحم حول ألفاظهم حيث قال:
في هدنة الدهر كاف من وقائعه
والعمر أقدح مبرة من الوصب
عبدة بن الطبيب: أمير شعره قوله وكان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يتعجب من جودته وحسن تقسيمه:
والمرء ساع لأمر ليس يدركه . والعيش شح وإشفاق وتأميل
ثم قوله:
فما كان قيس هلكه هلك واحد .. ولكنه بنيان قوم تهدما
أبو ذؤيب الهذلي: قال خلف الأحمر: بنو هذيل من
أشعر قبائل العرب، وأشعرهم أبو ذؤيب وأمير شعره وغرة
كلامه قصيدته التي أولها:
آمن المنون وريبه تتوجع .. والدهر ليس بمعتب من يجزع
وبيت القصيدة قوله:
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
وأحسن باقيها بعده قوله:
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية انشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع
كان الأصمعي يقول: أهجى بيت للعرب
قول الأعشى في علقمة:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم
وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
ويروي أن علقمة لما سمع هذا البيت، بكى وقال: اللهم
أجزه وأخزه إن كان كاذبا.
وسمع الفرزدق رجلا ينشد قصيدة لبيد التي أولها:
" عفت الديار محلها فمقامها "
فلما بلغ قوله فيها:
وجلا السيول عن الطلول كأنها ... زبر تجد متونها أقلامها
سجد الفرزدق، فقيل له: يا أبا فراس! ما هذه السجدة؟
فقال: إنكم تعرفون سجدة القرآن وأنا أعرف سجدة الشعر
وقيل لبشار بن برد: أخبرنا عن أجود بيت للعرب!
فقال: إن تفضيل بيت واحد على سائر شعر العرب
لشديد، ولكن أحسن لبيدكل الإحسان في قوله:
وأكذب النفس إذا حدثتها .. إن صدق النفس يزرى بالأمل
وقال الجاحظ: من العجائب أن الأعشى كان في
الجاهلية يعتقد مذهب المعتزلة، فيقول:
استأثر الله بالوفاء وبال ... حمد وولى الملامة الرجلا
ولبيد يذهب مذهب أهل السنة والجماعة، فيقول:
" وبإذن الله ريثي وعجل "
يقال أن النمر بن تولت وحميد بن ثور والنابغة الجعدي: إنهم
اجتمعوا في الجاهلية على معنى قول النبي صلى الله عليه
وسلم " كفى بالسلامة داء " فتناهبوه بحسن
ألفاظهم وكأنما رموا عن قوس واحد، فقال النمر بن تولب:
يود الفتى طول السلامة جاهدا
فكيف ترى طول السلامة يفعل
وقال حميد بن ثور:
أرى بصري قد رابني بعد صحة
وحسبك داء أن تصح وتسلما
وقال الجعدي:
ودعوت ربي بالسلامة جاهدا
ليصحني فإذا السلامة داء
وأخذ ابن الرومي هذا المعنى بعينه وكساه معرضاً
من عنده، ولم يحم حول ألفاظهم حيث قال:
في هدنة الدهر كاف من وقائعه
والعمر أقدح مبرة من الوصب
عبدة بن الطبيب: أمير شعره قوله وكان عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يتعجب من جودته وحسن تقسيمه:
والمرء ساع لأمر ليس يدركه . والعيش شح وإشفاق وتأميل
ثم قوله:
فما كان قيس هلكه هلك واحد .. ولكنه بنيان قوم تهدما
أبو ذؤيب الهذلي: قال خلف الأحمر: بنو هذيل من
أشعر قبائل العرب، وأشعرهم أبو ذؤيب وأمير شعره وغرة
كلامه قصيدته التي أولها:
آمن المنون وريبه تتوجع .. والدهر ليس بمعتب من يجزع
وبيت القصيدة قوله:
والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
وأحسن باقيها بعده قوله:
وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية انشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع